حاسوبيات

اهلا وسهلا طالبتي
نريد ابداعاتك في المنتدى .....سجلي معنا '

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حاسوبيات

اهلا وسهلا طالبتي
نريد ابداعاتك في المنتدى .....سجلي معنا '

حاسوبيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حاسوبيات

الحاسب لغة العصر


3 مشترك

    متجددة السيرة النبوية العطره

    بنت الجوف*
    بنت الجوف*
    مرشحة للاشراف
    مرشحة للاشراف


    عدد المساهمات : 370
    تاريخ التسجيل : 16/01/2013
    العمر : 27
    الموقع : ثًقًتُنِآُ بَآُلَلَهً سٌر سٌعًآُدَتُنِآُآُآُآُ

    متجددة السيرة النبوية العطره Empty متجددة السيرة النبوية العطره

    مُساهمة من طرف بنت الجوف* السبت يونيو 15, 2013 4:43 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم




    موضوع من حلقات عن سيرة النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ..



    المقدمة




    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن استن بسنته واهتدى بهدية واقتفى أثره وسار على نهجه إلى يوم الدين. أما بعد:

    فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصورة العملية التطبيقية لهذا الدين، وجميع الطرق الموصلة إلى الله تعالى ثم إلى الجنة موصودة ومغلقة إلا طريقه صلى الله عليه وسلم، ويمتنع أن تعرف دين الإسلام ويصح لك إسلامك بدون معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كان هديه وعمله وأمره ونهيه ومنهجه وسنته؟.

    لقد سالم وحارب، وأقام وسافر، وباع واشترى، وأخذ وأعطى، وما عاش صلى الله عليه وسلم وحده، ولا غاب عن الناس يوماً واحداً، ولا سافر وحده.

    وقد لاقى صنوف الأذى، وقاسى أشد أنواع الظلم، وكانت العاقبة والنصر له.

    بعث على فترة من الرسل، وضلال من البشر، وانحراف في الفطر، وواجه ركاماً هائلاً من الضلال والانحراف والبعد عن الله، والإغراق في الوثنية. فاستطاع بعون الله أن يخرجهم من الظلام إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى ومن الشقاء إلى السعادة، فأحبوه وفَدَوْهُ بأنفسهم وأهليهم وأموالهم، واقتدوا به في كل صغيرة وكبيرة، وجعلوه نبراساً لهم يستضيئون بنوره، ويهتدون بهدية فأصبحوا أئمة الهدى وقادة البشرية.
    إن سيرته صلى الله عليه وسلم رسمت المنهج الصحيح الآمن في دعوة الناس، وهداية البشر، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ومن الشقاء إلى السعادة. وما فشلت كثير من المناهج الدعوية المعاصرة في إصلاح البشر إلاّ بسبب الإخلال بهديه والتقصير في معرفة سنته، ونقص في دراسة منهجه صلى الله عليه وسلم في هداية البشر وإصلاحهم ...










    أسال الله عز وجل أن يوفقنا جميعاً إلى كل خير، وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل، إنه
    سميع مجيب.

    أيها الأحبه .. 

    الله عليه وسلم أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة




    النسب الشريف :


    هو أكرم خلق الله ، وأفضل رسله ، وخاتم أنبيائه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن
    هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن
    النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
    وعدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم – عليهما السلام – بالاتفاق ، ولكن لم يعرف بالضبط عدد
    ولا أسماء من بينه وبين إسماعيل عليه السلام .
    أما أمه صلى الله عليه وسلم فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب . وكلاب هو الجد الخامس للنبي صلى الله عليه وسلم من جهة أبيه ، فأبوه وأمه من أصل واحد ، يجتمعان في كلاب ، واسمه حكيم . وقيل : عروة لكنه كان كثير الصيد بالكلاب فعرف بها .




    قبيلته صلى الله عليه وسلم :


    وقبيلته صلى الله عليه وسلم هي قبيلة قريش المشهود لها بالشرف ، ورفعة الشأن ، والمجد الأصيل ، وقداسة المكان بين سائر العرب ، وهو لقب فهر بن مالك أو النضر بن كنانة .
    وكل من رجالات هذه القبيلة كانوا سادات وأشرافاً في زمانهم ، وقد امتاز منهم قصي – واسمه
    زيد – بعدة ميزات ، فهو أول من تولى الكعبة من قريش ، فكانت إليه حجابتها وسدانتها ، أي كان
    بيده مفتاح الكعبة يفتحها لمن شاء ومتى شاء ، وهو الذي أنزل قريشاً ببطن مكة ، وأسكنهم في
    داخلها ، وكانوا قبل ذلك في ضواحيها وأطرافها ، متفرقين بين قبائل أخرى ، وهو الذي أنشأ
    السقاية والرفادة . والسقاية . ماء عذب من نبيذ التمر أو العسل أو الزبيب ونحوه ، كان يعده في
    حياض من الأديم يشربه الحجاج . والرفادة : طعام كان يصنع لهم في الموسم . وقد بنى قصي بيتاً
    بشمالي الكعبة ، عرف بدار الندوة . وهي دار شورى قريش ، ومركز تحركاتهم الاجتماعية ، فكان
    لا يعقد نكاح ، ولا يتم أمر إلا في هذه الدار ، وكان بيده اللواء والقيادة ، فلا تعقد راية حرب إلا
    بيده ، وكان كريماً وافر العقل ، صاحب كلمة نافذة في قومه .



    أسرته صلى الله عليه وسلم :


    أما أسرته صلى الله عليه وسلم فتعرف بالأسرة الهاشمية ، نسبة إلى جدة الثاني هاشم ، وقد ورث هاشم من مناصب قصي : السقاية والرفادة ، ثم ورثهما أخوه المطلب ، ثم أولاد هاشم إلى أن جاء الإسلام وهم على ذلك ، وكان هاشم أعظم أهل زمانه ، كان يهشم الخبز ، أي يفتته في اللحم ، فيجعله ثريداً ، ثم يتركه يأكل الناس ، فلقب بهاشم ، واسمه عمرو . وهو الذي سن الرحلتين : رحلة
    الشتاء إلى اليمن ، ورحلة الصيف إلى الشام ، وكان يعرف بسيد البطحاء .
    ومن حديثه : أنه مر بيثرب ، وهو في طريق تجارته إلى الشام ، فتزوج سلمى بنت عمرو من بني
    عدي بن النجار ، وأقام عندها فترة ، ثم مضى إلى الشام وهي حامل ، فمات بغزة من أرض
    فلسطين ، وولدت سلمى ابناً بالمدينة سمته : شيبة ، لشيب في رأسه ، ونشأ هذا الطفل بين أخواله في المدينة ، ولم يعلم به أعمامه بمكة حتى يبلغ نحو سبع سنين أو ثماني سنين ، ثم علم به عمه المطلب ، فذهب به إلى مكة ، فلما رآه الناس ظنوه عبده فقالوا : عبد المطلب ، فاشتهر بذلك . وكان عبد المطلب أوسم الناس ، وأجملهم ، وأعظمهم قدراً . وقد شرف في زمانه شرفاً لم يبلغه أحد ، كان سيد قريش وصاحب عير مكة ، شريفاً مطاعاً جواداً يسمى بالفياض لسخائه ، كان يرفع من مائدته للمساكين والوحوش والطيور ، فكان يلقب بمطعم الناس في السهل ، والوحوش
    والطيور في رؤوس الجبال . قد تشرف بحفر بئر زمزم بعد أن كان قد درسها جرهم عند جلائهم
    عن مكة ، وكان قد أمر بحفرها في المنام ، ووصف له موضعها فيه .
    وفي عهده وقعت حادثة الفيل ، جاء أبرهة الأشرم من اليمن بستين ألف جندي من الأحباش ،
    ومعه بعض الفيلة ، ليهدم الكعبة ، فلما وصل إلى وادي محسر بين المزدلفة ومنى ، وتهيأ للهجوم
    على مكة أرسل الله عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل ، فجعلهم كعصف مأكول ، وكان
    ذلك قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بأقل من شهرين فقط .
    أما والده صلى الله عليه وسلم عبدالله فكان أحسن أولاد عبد المطلب ، وأعفهم ، وأحبهم إليه ، وهو الذبيح ، وذلك أن عبد المطلب لما حفر بئر زمزم ، وبدت آثارها نازعته قريش ، فنذر لئن آتاه الله عشرة
    أبناء ، وبلغوا أن يمنعوه ، ليذبحن أحدهم . فلما تم له ذلك أقرع بين أولاده ، فوقعت القرعة على
    عبدالله ، فذهب إلى الكعبة ليذبحه ، فمنعته قريش ، ولا سيما إخوانه وأخواله ، ففداه بمائة من
    الإبل ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ابن الذبيحين : إسماعيل – عليه السلام –وعبد الله ، وابن المفديين ، فدي إسماعيل – عليه السلام – بكبش ، وفدي عبد الله بمائة من الإبل .
    واختار عبد المطلب لابنه عبد الله آمنه بنت وهب ، وكانت أفضل نساء قريش شرفاً وموضعاً ،
    وكان أبوها وهب سيد بني زهرة نسباً وشرفاً ، فتمت الخطبة والزواج ، وبنى بها عبد الله بمكة
    فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وبعد فترة أرسله عبد لمطلب إلى المدينة – أو الشام في تجارة – فتوفي بالمدينة – راجعاً من
    الشام – ودفن في الدار النابغة الذبياني ، وذلك قبل ولادته صلى الله عليه وسلم على الأصح .


    المولد :


    ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم في مكة ، صبيحة يوم الاثنين ، التاسع – ويقال : الثاني عشر – من شهر ربيع الأول عام الفيل – والتاريخ الأول أصح والثاني أشهر – وهو يوافق اليوم الثاني والعشرون من شهر أبريل سنة 571م .
    وكانت قابلته أي دايته : الشفاء بنت عمرو أم عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - ولما ولدته أمه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام . وأرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بولادته صلى الله عليه وسلم فجاء عبد المطلب مستبشراً مسروراً ، وحمله ، فأدخله الكعبة ، وشكر الله ، ودعاه ، وسماه محمداً ، رجاء أن يحمد ، وعق عنه ، وختنه يوم سابعه ، وأطعم الناس كما كان العرب يفعلون .
    وكانت حاضنته أم أيمن : بركة الحبشية ، مولاة والده عبد الله ، وقد بقيت حتى أسلمت ، وهاجرت
    وتوفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر ، أو بستة أشهر .



    الرضــاع :


    وأول من أرضعته صلى الله عليه وسلم بعد أمه ثويبة : مولاة أبي لهب بلبن ابن لها ، يقال له مسروح ، وكانت قد أرضعت قبله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب وبعده صلى الله عليه وسلم أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي ، فهم إخوته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة .

    وقد أعتق أبو لهب أمته هذه فرحاً بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه صار من ألد أعدائه حينما قام بالدعوة إلى الإسلام .




    في بني سعد :


    كان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لمواليدهم في البوادي ، إبعاداً لهم عن أمراض
    الحواضر حتى تشتد أعصابهم ، وليتقنوا اللسان العربي في مهدهم .
    وقدر الله أن جاءت نسوة من بني سعد بن بكر بن هوزان يطلبن الرضعاء فعرض النبي صلى الله عليه وسلم عليهن كلهن ، فأبين أن يرضعنه لأجل يتمه . ولم تجد إحدى النسوة – وهي حليمة بنت أبي ذويب رضيعاً فأخذته صلى الله عليه وسلم وحظيت به حظوة اغتبط لها الآخرون .
    واسم أبي ذويب والد حليمة : عبد الله بن الحارث ، واسم زوجها : الحارث ابن عبد العزى ،
    وكلاهما ن سعد بن بكر بن هوازن . وأولاد الحارث بن عبد العزى ، إخوته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة هم : عبد الله وأنيسة وجدامة ، وهي الشيماء ، لقب غلب على اسمها ، وكانت تحضن رسول الله - صلى الله عليه وسلم


    بركات في بيت الرضاعة :

    وقد درت البركات على أهل هذا البيت مدة وجوده صلى الله عليه وسلم بينهم .
    ومما روي من هذه البركات : أن حليمة لما جاءت إلى مكة كانت الأيام أيام جدب وقحط ، وكانت
    معها أتان كانت أبطأ دابة في الركب مشياً لأجل الضعف والهزال ، وكانت معها ناقة لا تدر بقطرة
    من لبن ، وكان لها ولد صغير يبكي ويصرخ طول الليل لأجل الجوع ، ولا ينام ، ولا يترك أبويه ينامان .
    فلما جاءت حليمة بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحلها ، ووضعته في حجرها أقبل عليه ثدياها بما شاء من لبن ، فشرب حتى روي ، وشرب معه ابنها الصغير حتى روى ، ثم ناما .
    وقام زوجها إلى الناقة فوجدها حافلاً باللبن ، فحلب منها ما انتهيا بشربه رياً وشبعاً ، ثم باتا بخير ليلة ولما خرجا راجعين إلى بادية بني سعد ركبت حليمة تلك الأتان ، وحملت معها النبي صلى الله عليه وسلم فأسرعت الأتان حتى قطعت بالركب ، ولم يستطع لحوقها شئ من الحمر .
    ولما قدما في ديارهما : ديار بني سعد – وكان أجدب أرض الله – كانت غنمهما تروح عليهما
    شباعاً ممتلئة الخواصر بالعلف ، ممتلئة الضروع باللبن . فكانا يحلبان ويشربان ، وما يحلب
    إنسان قطرة لبن . فلم يزالا يعرفان من الله الزيادة والخير حتى اكتملت مدة الرضاعة ومضت سنتان ففطمته حليمة ، وقد اشتد وقوي في هذه الفترة .

     

     




    بقاء النبي – صلى الله عليه وسلم - في بني سعد بعد الرضاعة :

    وكانت حليمة تأتي بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى آمه وأسرته كل ستة أشهر ، ثم ترجع به إلى باديتها في بني سعد ، فلما اكتملت مدة الرضاعة وفطمته ، وجاءت به إلى أمه حرصت على بقائه صلى الله عليه وسلم عندها ، لما رأت من البركة والخير . فطلبت من أم النبي صلى الله عليه وسلم أن تتركه عندها حتى يغلظ ، فإنها تخاف عليه وباء مكة ، فرضيت أمه صلى الله عليه وسلم بذلك ، ورجعت به حليمة إلى بيتا مستبشرة مسرورة ، وبقي
    النبي صلى الله عليه وسلم عندها بعد ذلك نحو سنتين ، ثم وقعت حادثة غريبة أحدثت خوفاً في حليمة وزوجها حتى ردا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمه . وتلك الحادثة هي شق صدره صلى الله عليه وسلم وإليكم بيان ذلك .



    شق الصدر :


    قال أنس بن مالك - رضي الله عنه - : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع لغلمان فأخذه فصرعه ، فشق عن قلبه . فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظ الشيطان منك . ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لأمه – أي ضمه وجمعه – ثم أعاده في مكانه . وجاء الغلمان يسعون إلى أمه – يعني ظئره ( وهي المرضعة ) – فقالوا إن محمداً قد قتل .فاستقبلوه وهو منتقع اللون . أي متغير اللون .
    قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره .


    إلى أمه الحنون :

    ورجع النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذا الحادث إلى مكة ، فبقي عند أمه وفي أسرته نحو سنتين ، ثم سافرت معه أمه إلى المدينة ، حيث قبر والده وأخوال جده بنو عدي بن النجار ، وكان معها قيمها عبد المطلب ، وخادمتها أم أيمن ، فمكثت شهراً ثم رجعت ، وبينما هي في الطريق لحقها المرض ،
    واشتد حتى توفيت بالأبواء بين مكة والمدينة ، ودفنت هناك .


    إلى جده العطوف :


    وعاد به صلى الله عليه وسلم جده عبد المطلب إلى مكة ، وهو يشعر بأعماق قلبه شدة ألم المصاب الجديد . فرق عليه رقة لم يرقها لى أحد من أولاده ، فكان يعظم قدره ، ويقدمه على أولاده ، ويكرمه غاية الإكرام ، ويجلسه على فراشه الخاص الذي لم يكن يجلس عليه غيره . ويمسح ظهره ، ويسر بما يراه يصنع . ويعتقد أن له شأناً عظيماً في المستقبل ، ولكنه توفي بعد سنتين حين كان عمره - صلى الله عليه وسلم - ثماني سنوات وشهرين وعشرة أيام .


    إلى عمه الشفيق :

    وقام بكفالته - صلى الله عليه وسلم- عمه أبو طالب شقيق أبيه ، واختصه بفضل الرحمة والمودة ، وكان مقلا من المال . فبارك الله في قليله ، حتى كان طعام الواحد يشبع جميع أسرته ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم مثال القناعة والصبر ، يكتفي بما قدر الله له .

    سفره إلى الشام وبحيرا الراهب :

    وأراد أبو طالب أن يخرج بتجارة إلى الشام في عير قريش ، وكان عمره صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة سنة – وقيل : وشهرين وعشرة أيام – فاستعظم رسل الله صلى الله عليه وسلم فراقه ، فرق عليه وأخذه معه ، فلما نزل الركب قريباً من مدينة بصرى على مشارف الشام خرج إليهم أحد كبار رهبان النصارى – وهو بحيرا الراهب – فتخلل في الركب حتى وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده ، وقال " هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين " .
    قالوا : وما علمك بذلك ؟
    قال : "إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجداً ، ولا يسجدان إلا لنبي ،
    وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ، وإنا نجده في كتبنا " .
    ثم أكرمهم بالضيافة ، وسأل أبا طالب ، أن يرده ولا يقدم به إلى الشام خوفاً من اليهود والرومان
    ، فرده أبو طالب إلى مكة .


    حرب الفجار :

    وحين كان عمره صلى الله عليه وسلم عشرين سنة – وقعت في السوق عكاظ حرب بين قبائل قريش وكنانة من جهة ، وبين قبائل قيس عيلان من جهة أخرى . اشتد فيها البأس ، وقتل عدد من الفريقين ، ثم اصطلحوا على أن يحصوا قتلى الفريقين ، فمن وجد قتلاه أكثر أخذ دية الزائد ، ووضعوا الحرب ، وهدموا ما وقع بينهم من العداوة والشر .
    وقد حضر هذه الحرب رسول لله صلى الله عليه وسلم وكان ينبل على أعمامه ، أي يجهز لهم النبل للرمي . وسميت هذه الحرب بحرب الفجار لأنهم انتهكوا فيها حرمة حرم مكة والشهر الحرام ، والفجار أربعة : كل في سنة ، وهذه آخرها ، وانتهت الثلاثة الأولى بعد خصام وأشتجار طفيف ، ولم يقع القتال إلا في الرابع فقط .


    حلف الفضول :

    وفي شهر ذي القعدة على إثر هذه الحرب تم حلف الفضول بين خمسة بطون من قبيلة قريش وهم
    : بنو هاشم ، وبنو المطلب ، وبنو أسد ، وبنو زهرة ، وبنو تيم .
    وسببه أن رجلاً من زبيد جاء بسلعة إلى مكة ، فاشتراها منه العاص بن وائل السهمي ، وحبس
    عنه حقه ، فاستعدي عليه ببني عبد الدار ، وبني مخزوم ، وبني جمح ، وبني سهم ، وبني عدي ،
    فلم يكترثوا له ، فعلا جبل أبي قبيس ، وذكر ظلامته في أبيات ، ونادى من يعينه على حقه ،
    فمشى في ذلك الزبير بن عبد المطلب حتى اجتمع الذين مضى ذكرهم في دار عبد الله بن جدعان
    رئيس بني تيم ، وتحالفوا وتعاقدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو من غيرهم إلا
    قاموا معه حتى ترد عليه مظلمته ، ثم قاموا إلى العاص بن وائل السهمي ، فانتزعوا منه حق
    الزبيدي ، ودفعوه إليه .
    وقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحلف مع أعمامه ، وقال بعد أن شرفه الله بالرسالة: " لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت " .

    حياة العمل :

    معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يتيماً ونشأ في كفالة جده ثم عمه ، ولم يرث عن أبيه شيئاً يغنيه ، فلما بلغ سنا يمكن العمل فيه عادة رعى الغنم مع إخوته من الرضاعة في بني سعد ، ولما رجع ؟إلى مكة رعاها لأهلها على قراريط ، والقيراط جزء يسير من الدينار : نصف العشر أو ثلث الثمن منه . قيمته في هذا الزمان عشرة ريالات تقريباً .
    ورعى الغنم من سنن الأنبياء في أوائل حياتهم . فقد قال صلى الله عليه وسلم مرة بعد أن أكرمه الله بالنبوة : " ما من نبي إلا ورعاها " .ولما شب النبي صلى الله عليه وسلم وبلغ الفتوة فكأنه كان يتجر ، فقد ورد أنه كان يتجر مع السائب بن أبي السائب ، فكان خير شريك له ، لا يجاري ولا يماري .
    وعرف صلى الله عليه وسلم في معاملاته بغاية الأمانة والصدق والعفاف . وكان هذا هديه صلى الله عليه وسلم في جميع مجالات الحياة حتى لقب بالأمين .

     

    تبع ..

     

     
    سهى
    سهى
    Admin


    عدد المساهمات : 293
    تاريخ التسجيل : 12/01/2011
    الموقع : www.suha-students.mam9.com

    متجددة السيرة النبوية العطره Empty رد: متجددة السيرة النبوية العطره

    مُساهمة من طرف سهى السبت يونيو 15, 2013 5:41 pm

    روعة الموضوع كبحث المعلومات صراحة ابدعتي
    بنت الجوف*
    بنت الجوف*
    مرشحة للاشراف
    مرشحة للاشراف


    عدد المساهمات : 370
    تاريخ التسجيل : 16/01/2013
    العمر : 27
    الموقع : ثًقًتُنِآُ بَآُلَلَهً سٌر سٌعًآُدَتُنِآُآُآُآُ

    متجددة السيرة النبوية العطره Empty رد: متجددة السيرة النبوية العطره

    مُساهمة من طرف بنت الجوف* الأحد يونيو 16, 2013 9:38 am

    يسلموووووووو
    بنت الجوف3
    بنت الجوف3
    طالبة مستجدة
    طالبة مستجدة


    عدد المساهمات : 11
    تاريخ التسجيل : 01/06/2013
    الموقع : ..................

    متجددة السيرة النبوية العطره Empty رد: متجددة السيرة النبوية العطره

    مُساهمة من طرف بنت الجوف3 السبت يونيو 22, 2013 3:40 am

    روعة موضوع

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 6:52 am